أصدرت مجلة سيجما العالمية عدداً خاصاًعام 2018 بمناسبة  مرور 50 عاماً على تأسيسها وقد تناول العدد تحليل التطورات في سوق التأمين العالمي.

ونعرض فيما يلي موجز عما جاء بالتقرير:

خريطة توزيع معدلات نمو أقساط التأمين على مستوى العالم  عام 2017

تطور أقساط التأمين على مستوى العالم

عام 1969

73 مليون دولار أمريكي

تراجعت الحصة العالمية من الأسواق المتقدمة إلى 78٪ مقابل 80.0 ٪ عام 2016، وانخفض إجمالي أقساط التأمين في الأسواق المتقدمة بنسبة 0.6٪ في عام 2017

عام 2017

4892 مليار دولار أمريكي

ارتفع إجمالي الأقساط المباشرة في صناعة التأمين العالمية في عام 2017  بنسبة 1.5 ٪ ، مقابل 2.2 ٪ في عام 2016

وبلغ مجموع الأقساط 4892 مليار دولار أمريكي في عام 2017 ، ارتفاعًا من 4703 مليار دولار أمريكي في عام 2016

ولقد شهد العام 2017 إنخفاض معدل نمو أقساط تأمينات الحياة والتأمينات العامة مقارنة مع عام 2016، حيث انخفضت تأمينات الحياة بنسبة 2.7٪ في عام 2017 مقابل 1.9٪  في عام 2016، وقد كان الانخفاض  معدل نمو أقساط تأمينات الحياة هو السبب الرئيسي وراء تراجع النمو العالمي. وفى المقابل سجلت معدلات نمو التأمينات  العامة في الأسواق المتقدمة تقريبا نفس المعدلات  في عام 2017  عند 1.9 ٪.

تراجعت الأقساط في الأسواق الناشئة من 2 إلى 3 نقاط مئوية أقل من 14 ٪  بالنسبة للتأمينات العامة و6.1٪ بالنسبة لتأمينات الحياة ولا تزال الصين المحرك الرئيسي للنمو هناك.

نمو الأقساط العالمية في 2017 مقابل متوسط الأقساط خلال الفترة

ما بين ( 2007 -2016 )

 

إجمالى أقساط تأمينات الحياة على مستوى العالم

ارتفعت أقساط التأمين على الحياة العالمية بشكل طفيف فقط بنسبة 0.5٪ لتصل إلى  2657 مليار دولار أمريكي في عام 2017  مقابل 1.4٪  عام 2016 .  ويعزو الانخفاض في المقام الأول للأسواق المتقدمة، جيث انخفضت الأقساط بنسبة 2.7٪ في عام 2017 مقابل 1.9٪ فى عام 2016 حيث شهدت جميع المناطق نموا سلبيا في الغالب بسبب انخفاض أسعار الفائدة التي لا تزال تؤثر سلبا على العرض والطلب على منتجات الادخار.

في الوقت الذي لا يزال نمو أقساط التأمين على الحياة في الأسواق الناشئة قويا بنسبة 14٪ ، خصوصاً في الصين .  وكانت معدلات النمو في الأسواق الناشئة الأخرى أبطأ بكثير حيث لم تتجاوز 5.8٪ وكان السبب الرئيسي في ذلك ضعف الأداء في أمريكا اللاتينية ، في حين أن أسواق التأمين بآسيا وبلدان أوروبا الوسطى والشرقية تطورت بشكل إيجابي.

إجمالى أقساط التأمينات العامة على مستوى العالم

ارتفعت أقساط التأمين العالمية للتأمينات العامة بنسبة 2.8٪ لتصل إلى 2234 مليار دولار أمريكي في عام 2017، مقابل معدل نمو 3.3٪ في عام 2016، الا أنها بقيت أعلى بقليل من متوسط ​​العشر سنوات.

ويعزى هذا التباطؤ بشكل رئيسي إلى انخفاض النمو في الأسواق الناشئة ، في حين كان النمو في الأسواق المتقدمة ثابتًا تقريبًا. تباينت اتجاهات النمو في الأسواق المتقدمة. وأظهرت أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية تحسينات ، في حين أن النمو في جميع أسواق آسيا المتقدمة باستثناء تايوان تدهورت.  كان التباطؤ في نمو الأسواق الناشئة مدفوعا إلى حد كبير بالصين، حيث سرعة التوسع إلى النصف لا تزال قوية بنسبة 10 ٪، على نفس المستوى مثل آسيا الناشئة الأخرى.

نمو الأقساط العالمي خلال الفترة من 1960 - 2017

بداية النمو فى آسيا

حتى أواخر السبعينيات كانت أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية هما المساهمان الرئيسيان فى النمو العالمى الحقيقي للأقساط ،  فبعد وقوع الحرب العالمية الثانية عزز الإنتاج الضخم للسيارات فى الخمسينيات من أعمال التأمين على السيارات. ونتيجة لذلك بدأ الإقبال على تأمينات الممتلكات، مما أدى إلى حدوث نمو ملحوظ فى أسواق التأمين وظلت معدلات النمو مستقرة لفترة حتى أواخر السبعينيات.

كما حدث نمو سريع فى التأمين على الحياة والممتلكات فى الأسواق الآسيوية المتقدمة والتي تسيطر عليها اليابان، مع نمو الاقتصاد بمعدل 8 ٪ في المتوسط ​​في الستينيات والسبعينيات. فقد حظي التأمين على الحياة في اليابان بشعبية كبيرة بسبب المستويات المرتفعة من الادخار على مستوى الأفراد وكذلك نتيجة لقيام الدولة بتطبيق نظام التأمين الاجتماعى لكبار السن. ويشير تقرير سيجما إلى أنه فى الفترة ما بين 1960 و1970، ساهم ارتفاع معدلات التأمين فى ارتفاع معدلات  نمو الاقتصاد. كما أشار التقرير أيضاً إلى ارتفاع معدلات التأمين على الحياة في أمريكا الشمالية وأوروبا الغربية في الثمانينيات وحتى مطلع القرن.. حيث تم دعم نمو الادخار فى تأمينات الحياة من خلال الحوافز الضريبية وتطبيق أسعار الفائدة الجذابة والمنتجات التأمينية المبتكرة.

وفى فترة الثمانينيات حدث نمو غير مسبوق لأقساط التأمين، على الرغم من التعويضات التى  تكبدتها الولايات المتحدة بسبب تغيير السوابق القانونية الخاصة بتأمين المسئوليات. غير أن النمو الاقتصادي الذي شهدته تلك الفترة كان له تأثيراً إيجابياً على صناعة التأمين وهو ما أدى إلى إرتفاع الأقساط بمعدل غير مسبوق.

وفى عام 1990 كانت ازدهار الحياة فى اليابان وبعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة هو المحرك الرئيسي للنمو فى أسواق التأمين العالمية بشكل جيد بعد نهاية القرن حيث كانت  هناك منتجات ادخار جذابة مع انخفاض أسعار الفائدة بشكل تدريجي. وعلى النقيض من ذلك، حدث نمو فى أسواق تأمين الممتلكات بشكل أبطأ في الولايات المتحدة الأمريكية  وأوروبا خلال الفترة نفسها، حيث أدى التحول من النمط التقليدى للتأمين وظهور الأشكال البديلة لنقل المخاطر والمنافسة التى نشأت بين مقدمى الخدمة التأمينية بالطرق التقليدية إلى الضغط على معدلات الأقساط .

ظهور الأسواق الناشئة فى آسيا

بدأت الأسواق الناشئة، وخاصة الصين، في تقديم مساهمة أكبر للنمو المتميز منذ بداية القرن. وقد أصبح هذا واضحاً في أعقاب الأزمة المالية في 2008/2009 ، التي أثرت على معدلات النمو فى الأسواق المتقدمة. ومنذ عام 2010 أصبحت السوق الآسيوى الناشئ أكبر مصدر للنمو فى أسواق التأمين العالمية.. بينما ظلت التوقعات الاقتصادية للأسواق المتقدمة تشير إلى أن تلك السواق لازالت تتسم بالتشدد، على الرغم من كونها مصدراً هاماً للنمو الاقتصادى حيث تبلغ حصتها الحالية في السوق حوالي 78٪، إلا ان الاختبار الحقيقى لصناعة التامين هى مدى قدرة تلك الصناعة التأمين على تقديم وسائل جديدة لنقل المخاطر وتقديم منتجات مبتكرة مثل التامين الالكترونى، وكذلك تقديم منتجات ادخار قابلة للتطبيق.

ويتوقع تقرير سيجما أن تصبح الصين هى التالية  لليابان التالية لنمو سوق التأمين بالنظر إلى الزيادات الحادة الأخيرة في مستويات الاختراق والنمو الاقتصادي القوي. وذلبك بسبب التعداد السكانى الضخم وقوة الاقتصاد، ويشير التقرير إلى أن الصين ستبقى أكبر مساهم في نمو سوق التأمين العالمي بين الأسواق الناشئة للعقد التالي على الأقل. ومع ذلك ، بعد مرور خمسين سنة من الآن ، عندما تحتفل شركة سيجما بالذكرى المئوية لتأسيسها ، يمكن أن تكون أسرع أسواق التأمين نمواً في العالم هى الهند أو إندونيسيا أو البرازيل أو المكسيك أو باكستان أو نيجيريا أو أثيوبيا.

سوق التأمين بأفريقيا لا زالت تعاني من حالة ركود

بلغ أجمالي أقساط التأمين فى أفريقيا 67 مليار دولار في عام2017

(45 مليار دولار تأمينات حياة)  بنسبة 1.7% من الأقساط العالمية

(22 مليار دولار تأمينات عامة) بنسبة 1.0% من الأقساط العالمية

أقساط التأمين على الحياة في إفريقيا

تشير البيانات الأولية إلى أن أقساط التأمين على الحياة في إفريقيا قد تعرضت لحالة من الركود في عام 2017، بعد انخفاض بنسبة 1.0٪ في عام 2016. وفي عام 2017، كانت التطورات الاقتصادية البطيئة في جنوب إفريقيا، التي تعتبر أكبر سوق في إفريقيا (حيث تشكل 85٪ من حجم السوق)، هي السبب الرئيسي في الركود النسبي. حيث تؤثر البيئة الاقتصادية الضعيفة ومعدلات البطالة المرتفعة في انخفاض الطلب على منتجات التأمين على الحياة.

وعلى صعيد آخر، فقد شهد عدد من الأسواق نمواً ملحوظا مستمراً في عام 2017 ، مثل أوغندا (18٪) وكوت ديفوار (12٪) وناميبيا (12٪) ومصر (9.7٪) والجزائر (6٪). بينما ضعفت معدلات النمو إلى حد كبير في كل من كينيا (5.1٪) والمغرب (3.1٪)، حيث تراجعت مبيعات منتجات الادخار. من ناحية أخرى، تعرضت عدد من الأسواق انخفاض معدلات النمو الاقتصادي بشكل حاد، مثل زيمبابوي (‒3.7٪) ونيجيريا (‒20٪) وموزامبيق (‒39٪). وقد جاء ذلك نتيجة الظروف الاقتصادية الضعيفة في هذه الأسواق، إلا أنه من الممكن أن تساهم التغييرات التشريعية أو زيادة الأنشطة المتعلقة بتوزيع المنتجات التأمينية للشركات الفردية في إحداث تأثير كبير على نمو السوق ككل.

وفى جنوب إفريقيا، فإنه من المتوقع أن تساهم التطورات السياسية التي شهدتها الدولة في زيادة الطلب على التأمين على الحياة، غير ان الدولة تحتاج إلى العديد من الإصلاحات الاقتصادية لتعزيز إمكانات النمو على المدى الطويل. وتشير التوقعات إلى أن الطرق الجديدة في تقديم التأمين على الحياة إلى شرائح الدخل المنخفض ستوفر فرص نمو كبيرة في السنوات القادمة.

أقساط التأمين على الممتلكات في إفريقيا

أما فيما يتعلق بتأمينات الممتلكات فقد كانت معدلات النمو لأقساط التأمين على الممتلكات ضعيفة بشكل نسبى في أفريقيا في عام 2017 بعد انخفاضها حوالي (1.0٪) في عام 2016. وكان النمو في جنوب إفريقيا (44٪ من تأمينات الممتلكات فى السوق الأفريقى) ضعيفًا عند 1.3٪ فقط، مما يعكس عدم استقرار الوضع السياسي وبطء النمو الاقتصادي. وعلى الرغم من النمو البطئ فى حجم أقساط التأمين، فإن الدمار الناجم عن الكوارث الكبرى في عام 2017، بما في ذلك حرائق الغابات في كنيسنا  والفيضانات في ديربان وعواصف البرد في جوتنج، قد ساهم فى تقليل حجم أرباح شركات تأمينات الممتلكات في جنوب أفريقيا. وعلى صعيد أخر، فقد استفادت شركات تأمينات الممتلكات من الإصلاحات الاقتصادية فى دول مثل مصر (9.9٪)  وفي أوغندا (7.3٪) وفي زمبابوي (7.5٪) وفي غانا (5.0٪) والمغرب (3.0٪). بينما تقلص سوق التامين على الممتلكات في الأسواق الأخرى مثل كينيا.

ومن المتوقع في الفترة القادمة أن يحدث نمواً قوياً في سوق تأمينات الممتلكات في إفريقيا مع استمرار انتعاش اقتصاديات بعض الدول. ويعد تأمين البنية التحتية والموارد الطبيعية والزراعة وتأمين الحياة الفردي والتأمين متناهي الصغر هي أكثر القطاعات التي ستشهد نمواً ملحوظاً فى المرحلة القادمة، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات نمو التأمين الطبي بقوة.

التأمين كنسبة من الدخل القومي في الأسواق الناشئة

 

فى الوقت الذي بلغ فية متوسط نسبة تغلل أقساط التأمين فى الدول المتقدمة 3517 دولار أمريكى يبلغ هذا المتوسط فى الأسواق الناشئة 166 دولار عن العام 2017 (92 دولار لتأمينات الحياة و73  دولار للتأمينات العامة).

وفى مصر يبلغ المتوسط 16 دولار ويقع  ترتيب مصر عالميا رقم 85. وتبلغ نسبة التأمين من الدخل القومي 68%.

رأى الإتحاد

 في ضوء المؤشرات الواردة بمجلة سيجما العالمية، تصدر سوق التأمين بمصر عدد من أسواق التأمين الأفريقية بنسبة أقساط (9.7٪) بالنسبة لتأمينات الحياة .

أوغندا (18٪) وكوت ديفوار (12٪) وناميبيا (12٪) ومصر (9.7٪) والجزائر (6٪)

فى الوقت الذي تراجعت فيه معدلات النمو بشكل حاد زيمبابوي (‒3.7٪) ونيجيريا (‒20٪) وموزامبيق (‒39٪).

كما تصدر سوق التأمين بمصر أيضا عدد من الدول الأفريقية بنسبة أقساط تبلغ (9.9٪) من إجمالى أقساط  التأمينات العامة على مستوى سوق التأمين الأفريقى .

مصر (9.9٪)  وفي أوغندا (7.3٪) وفي زمبابوي (7.5٪) وفي غانا (5.0٪) والمغرب (3.0٪)

وقد ذكرت المجلة أن النمو الذي حققته بعض الأسواق بما فيها مصر قد جاء نتيجة لإستفادة الشركات العاملة بالسوق من الإصلاحات الاقتصادية والتشريعية في هذه الأسواق، والتي ساهمت بدورها  فى زيادة وتطوير الأنشطة المتعلقة بتطوير المنتجات التأمينية الفردية وأساليب تسويق المنتجات والوصول الى شرائح المجتمع المختلفة مما أدى الى إحداث تأثير كبير على نمو السوق ككل.

ووفقاً لتوقعات سيجما العالمية أنه سوف يحدث نمواً قوياً في سوق تأمينات الممتلكات في إفريقيا فى الفترة القادمة مع استمرار انتعاش اقتصاديات هذه الدول مع التوصية بالاتجاه نحو التركيز على تأمين البنية التحتية والموارد الطبيعية والزراعة وتأمين الحياة الفردى والتأمين متناهي الصغر وهي أكثر القطاعات التي ستشهد نمواً ملحوظاً فى المرحلة القادمة، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات نمو التأمين الطبي بقوة.

 

ويرى  الاتحاد أن توقعات سيجما العالمية تتفق مع خطة الإتحاد نحو تطوير التأمين متناهى الصغر والتأمينات الزراعية والتوسع فى تأمينات الحياة والرعاية الطبية بالإضافة الى منتجات المسئولية المدنية المختلفة ويوصى الاتحاد بما يلى:

·        قيام اللجان الفنية المختلفة بالإتحاد بالتركيز على دراسة هذه المنتجات حتى يحتفظ سوق التأمين المصرى بالمكانة التى أحتلها بالفعل على المستوى الأفريقي.

·        قيام الشركات بإيلاء التأمينات الزراعية  عناية خاصة والجدير بالذكر أن الاتحاد ينظم حاليا ورشة عمل للتأمينات الزراعية.

·        قيام الشركات بالاهتمام بالمنتجات التأمينية متناهية الصغر والجدير بالذكر أن الاتحاد ينظم حاليا ورشة عمل للتأمين متناهى الصغر .

·        تضافر الجهود بين الهيئة والاتحاد والشركات وجميع الجهات ذات العلاقة للإرتقاء بالوعي التأمينى فى ضوء إنخفاض متوسط نصيب الفرد من الأقساط  (16 دولار أمريكي).