يستخدم الذكاء الاصطناعي (AI) - قدرة الآلة على تقليد السلوك البشري الذكي - على نحو متزايد في المجتمع بجميع أنواعه، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي اليوم يتواجد في شتي المجالات من رعاية صحية ووسائل الانتقال والزراعة وغيرها وتسعي جميع القطاعات إلى الحصول علي أقصي استفادة ممكنه من ذلك التطور العلمي وجني ثماره، من تشخيص الحالات الطبية ومسح المستندات القانونية إلى رش مبيدات الأعشاب بدقة في الزراعة لمقاومة الآفات والسيارات ذاتية القيادة، حيث بدأ ظهور تلك التقنيات منذ مؤتمر Dartmouth لعام 1956 الذي يعتبر بمثابة بداية لمجال البحث العلمي.

كما يتم النظر للذكاء الاصطناعي بنظرتي الانبهار وكذلك القلق منه أيضاً في نفس الوقت نظراً لاقتحامه أغلب جوانب حياتنا سواء كمساعد في الهاتف المحمول أوفي المركبات ذاتية القيادة وكذلك نتائج البحث المخصصة لصفحات الويب وتوصيات التسوق عبر الإنترنت وغيرها من خدمات الترجمة والاستثمار والتجارة وغيرهم.

وفي جميع القطاعات المالية بما في ذلك التأمين، تستكشف المؤسسات أساليب وتطبيقات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي حيث شهد قطاع التأمين ولا يزال يرى ابتكارات (سنتعرض لها لاحقاً) في مجالات عديدة مثل التسعير وتسوية المطالبات وكشف الاحتيال وغيرهم.

لذا فبشكل عام يواجه قطاع التأمين مجموعة من المخاطر الناشئة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي جنباً إلى جنب مجموعة كبيرة من فرص الابتكار تساعد علي زيادة الإنتاجية.

الذكاء الاصطناعي:

الذكاء الاصطناعي هو مصطلح شامل لسلسلة متطورة من التقنيات التي شهدها العالم على مدى العقود القليلة الماضية ولهذا السبب لا يوجد تعريف بسيط للذكاء الاصطناعي موحد يعمل في جميع السياقات ولجميع المستخدمين كما يعرف قاموس Merriam-Webster الذكاء الاصطناعي بأنه:

1. فرع علم الحاسب الذي يتعامل مع محاكاة السلوك الذكي في أجهزة الكمبيوتر

2. قدرة الماكينة على تقليد السلوك البشري الذكي.

على سبيل المثال، تصف شركات التكنولوجيا والشركات الناشئة الذكاء الاصطناعي بأنه علم إنشاء آلات ذكية قادرة على أداء المهام في وقت قياسي على مستوى شخص خبير.

أمثلة لبعض المهام التي يمكن أن يؤديها الذكاء الاصطناعي بشكل جيد:

·        معالجة كميات كبيرة من البيانات بسرعة أعلى وبقدرة أكبر من العنصر البشري.

·        التعلم من بيانات حلول المشكلات الحالية والتكيف لحل المشكلات الجديدة استرشاداً بحلول المشكلات السابقة.

·        التعرف على الأشياء وربط بعضها البعض.

·        استنتاج الحالة المستقبلية للمواقف المختلفة.

·        تحديد القرار الأمثل بناءً على حالات الماضية والحالية والمستنتجة في المستقبل.

أمثلة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحالية في المجالات المختلفة

يتم الآن تطبيق الذكاء الاصطناعي في العديد من الأنشطة في مختلف القطاعات (بما في ذلك التأمين).

بعض الامثلة لاستخدامات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات:

·        في مجال الطب حيث يمكن إجراء عمليات المسح الرقمي وتحليل النتائج باستخدام أنظمة معده لكشف الأورام

·        في مجال المحاماة حيث يُمكن المحامين من معالجة كميات هائلة من الوثائق القانونية أثناء بحثهم عن تحديد المخالفات.

·        في مجال الخدمات الترفيهية حيث يُمكن مقدمي الخدمة من تقديم توصيات للعملاء عن خدمات أو اماكن ترفيه بناءً على خبرة مجربي الخدمة السابقين.

·        في مجال التصوير حيث تُمكن الكاميرات المصورين الغير مؤهلين من التقاط صور بطريقة احترافية عن طريق الضبط التلقائي الذاتي لوضع التصوير.

·        مجال الاتصالات والاحتفاظ بالعملاء:

حيث أن لدى شركات الاتصالات مصلحة قوية في الاحتفاظ بالعملاء حيث يقدم الذكاء الاصطناعي طريقة فعالة لاستخراج البيانات القيمة التي تساعدها على ذلك من خلال فحص البيانات التي تمتلكها الشركات بالفعل عن العملاء وبذلك يمكن تحديد العملاء التي بحاجه غلي خطة استبقاء حتتي تتمكن الشركة من التربح من خلال بقائهم.

·        قطاعات الأعمال والتمويل والتأمين والخدمات

يكمن استخدام الذكاء الاصطناعي في الخدمات المصرفية والمالية في قاعدة التفضيلات حيث يتم من خلاله تقديم توصيات للعميل بناءً على تفضيلات وتوصيات عميل اخر (ترشيح منتجات استثمار بناءاً على تفضيلات عملاء مماثلة) وذلك اعتماداً على محركات التوصية (الترشيح) للعديد من الأشخاص يتشاركون نفس الاهتمامات والاذواق.

يعد الاحتيال في بطاقات الائتمان أيضًا مجالاً يمكن أن يستفيد من الذكاء الاصطناعي. بحيث يمكن للبنوك اختيار استراتيجيتها للكشف عن الاحتيال مقابل معدل الإنذار الخاطئ المسموح به.

المخاطر:

بينما تقدم الذكاء الاصطناعي فوائد وإضافة في شتي مجالات الحياة إلا أن هناك أيضًا مجال للخطر قد يثير القلق حيث أبرز ستيفن هوكينج وإيلون موسك المخاطر الكبيرة التي تهدد البشرية من تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتواضعة الحالية إلى أنظمة ذكاء اصطناعي متطورة.

تمثل هذه الإمكانيات التكنولوجية تحدياً أمام البشرية وكوكبنا لأنها تتحدى آلياتنا الحالية في إدارة المسؤوليات والأخلاقيات واللوائح.

حيث يتواجد ثلاث مجالات للخطر مرتبطة بالذكاء الاصطناعي:

1-الشفافية والثقة:

أحد مسببات القلق الرئيسية بشأن الذكاء الاصطناعي هو المكان الذي يتم فيه إنشاء صندوق أسود (وحدة العمليات) فعال يتضمن مجموعة غير معروفة من القواعد والشروط التي قد يكون لها اختبارات غير مناسبة أو حتى غير قانونية تم إنشاؤها للوصول إلى النتيجة المرجوة.

إن شفافية عملية صنع القرار وقدرة الجميع على فهم كيف توصل الذكاء الاصطناعي إلى استنتاج محدد سيكونان مفتاح تطوير الثقة في التكنولوجيا.

ولذلك يتواجد اهتمام متزايد بالحاجة إلى أنظمة ذكاء اصطناعي قابلة للتفسير ليصبح اليه عمل النظام كصندوق زجاجي على عكس سياق الصندوق الأسود لضمان الثقة والشفافية للجمهور مع عدم التضحية بأداء الذكاء الاصطناعي.

2-الاخلاقيات:

أحد أهم المجالات التي جذبت الكثير من الاهتمام هو التحيز حيث يمكن ذلك عن عمد أو عن غير قصد من خلال اختيار البيانات عن طريق الخلفية الثقافية لمطوري النظام أنفسهم.

فقد تم بالفعل اكتشاف عدد من أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تم تطويرها منذ بضع سنوات حيث تم تدريبها على البيانات التي تحتوي على العديد من التحيزات الضارة التي من شأنها أن تكون غير مقبولة اليوم (مثل الجنس والتحيز العنصري)

ويمكن مواجهة هذه التحيزات التي قدمها عدد قليل من فئات المجتمع نسبياً (مبرمجي النظام) والذين شاركوا في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي باستخدام مجموعات (فئات مجتمعية أكبر) أوسع نطاقًا وأكثر تنوعًا في تطوير واختبار أنظمة المستقبل بالإضافة إلى استمرار المهنيين في تنفيذ المهام المستفادة بواسطة نظام الذكاء الاصطناعي بحيث يتكيف مع المعتقدات المعاصرة

وتعتمد أنظمة التعلم الآلي على مجموعات كبيرة من البيانات يمكن من خلالها استخراج المعلومات وهذه البيانات تصبح فعالة في تدوين التاريخ ومع ذلك، داخل هذه التواريخ هناك تحيزات وظلم اجتماعي كان يتواجد منذ سنوات وأنظمة الذكاء الاصطناعي تعتمد على المعلومات التي يتم تدريبها عليها وبذلك قد تعمل ضد المصالح الإنسانية.

3-المسئولية:

أحد التحديات المهمة لأنظمة الذكاء الاصطناعي وهو الوضع القانوني لتلك الانظمة ولخدمات الذكاء الاصطناعي.

 بينما يتم تشجيع وتحفيز المهندسين لتطوير نظم الذكاء الاصطناعي واختيار مجموعات البيانات اللازمة للتعلم، هناك حاجة إلى أطر قانونية قوية لتحديد المسؤولية حيث ستؤدي الأنظمة الطبية والانتقالات والأنظمة المالية إلى اتخاذ قرارات مصيرية فإما أن يتواجد شخص ما لكي يتحمل المسؤولية أو قد تحتاج أنظمة أو برامج الروبوتات الأخرى إلى "هوية قانونية" حتى يمكن لتلك الانظمة الدخول في العقود أويتم مقاضاتها.

ويتم تطوير الأطر القانونية والمبادئ الأخلاقية الاسترشاديه في عدة أماكن على الصعيدين الوطني والدولي بشكل أوسع بكثير من أولئك الذين ابتكروا هذه التقنيات.

انتبهت الحكومات والساسة الآخرين إلى حقيقة أنهم يتحملون مسؤوليات ضمان جني فوائد الذكاء الاصطناعي، ولكنهم أيضًا مطالبون بالحماية من النتائج السلبية المحتملة من استخدام تلك الانظمة.

حيث أن الشركة المصنعة للمنتج تكون مسؤولة عن عيوب الصناعة التي تسبب أضرار للمستخدمين. بينما في حالة استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي يكون الخطأ ليس في التصنيع بينما يكمن في القرارات المستخدمة المستنتجة من الواقع بواسطة النظام.

تحديات الذكاء الاصطناعي للحكومات والمشرعين:

يتحدى الذكاء الاصطناعي الأطر التنظيمية القائمة في جميع مجالات القانون تقريبًا، حيث يصنف البروفيسور Ryan Calo (2017) التحديات التنظيمية للذكاء الاصطناعي من حيث أوجه عدة منها العدالة والإنصاف، واستخدام القوة والسلامة وإصدار الشهادات، والخصوصية والسلطة، والضرائب وتهجير العمل.

بعض تجارب تعامل الحكومات مع الذكاء الاصطناعي

المملكة المتحدة:

شهدت السنوات القليلة الماضية زيادة في مستوي الاهتمام بتنظيم الذكاء الاصطناعي في المملكة المتحدة ومراجعة الحكومة لها وتحليل القدرات الحالية للذكاء الاصطناعي

وفي الوقت نفسه، تم تطوير مجموعة متنوعة من الاستجابات التنظيمية المحددة في مجال الذكاء الاصطناعي (Abbott، 2018، 2019). على سبيل المثال أقرت المملكة المتحدة أول قانون أوروبي يتناول بشكل خاص الحوادث التي تسببها المركبات ذاتية القيادة والتي تتطلب من شركات التأمين التعويض المباشر للضحايا عن الأضرار الناجمة عن أعطال تلك المركبات بدلاً من الشركات المصنعة كما أطلقت على الأشخاص الذين يشغلون مركبة ذاتية القيادة باسم "الركاب".

الاتحاد الأوربي:

كان الاتحاد الأوروبي نشطًا نسبيًا في تنظيم التكنولوجيات الجديدة، وربما الأهم من ذلك، من خلال اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR) التي دخلت حيز التنفيذ في عام 2018.

اللائحة العامة لحماية البيانات هو التغيير الأكثر أهمية في تنظيم خصوصية البيانات خلال العقدين الماضيين.

 تعد هذه اللائحة أمرًا ضروريًا بالنسبة إلى الذكاء الاصطناعي نظراً لأهمية البيانات المستخدمة.

تمنح اللائحة العامة لحماية البيانات المستخدمين درجة عالية من التحكم في بياناتهم ويتطلب من الكيانات التي تجمع البيانات الحصول على إذن لكيفية استخدامهم لتلك البيانات.

من بين أمور أخرى، فإنه يمنح المستخدمين أيضًا حقًا في شرح القرارات التلقائية التي يتخذها الذكاء الاصطناعي مثل الموافقة على ائتمان العميل.

الولايات المتحدة الأمريكية:

في الولايات المتحدة، نشرت إدارة الرئيس السابق Obama تقرير الذكاء الاصطناعي والآلية والاقتصاد في عام 2016 (المكتب التنفيذي لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية، 2016).

وتريد الإدارة الأمريكية الحالية إنشاء صناعات أمريكية جديدة عن طريق إزالة الحواجز التشريعية أمام نشر التقنيات التي تعمل بنظام الذكاء الاصطناعي.

ففي فبراير 2019، وقع الرئيس الحالي Trump على أمر تنفيذي لإطلاق مبادرة الذكاء الاصطناعي الأمريكية. تريد المبادرة تسريع الريادة الأمريكية في الذكاء الاصطناعي من خلال خمسة مجالات رئيسية:

1-الاستثمار في البحث والتطوير (R&D)

2-إطلاق العنان لأنظمة الذكاء الاصطناعي

3-وضع معايير حكومة الذكاء الاصطناعي

4-بناء القوى العاملة للذكاء الاصطناعي

5-حماية الولايات المتحدة لمميزات الذكاء الاصطناعي

الصين:

الصين هي واحدة من قادة العالم في الذكاء الاصطناعي وترى الحكومة أنها جزء من استراتيجيتها لتصبح قوة عظمى في العلوم والتكنولوجيا

في يوليو 2017، أصدر مجلس الدولة "خطة لتطوير الذكاء الاصطناعي من الجيل التالي" التي وضعت خطة من ثلاث مراحل لتطوير الذكاء الاصطناعي في الصين، اختتمت عام 2030. وتهدف إلي جعل الصين مركز الابتكار الأول للذكاء الاصطناعي في العالم.

تركز الخطة على سبعة قطاعات فنية:

1-المركبات ذاتية القيادة

2-خدمة الروبوتات

3-المركبات الجوية بدون طيار (UAV)

4-نظم التشخيص الذاتي

5-التعرف على الصورة والفيديوهات

6-أجهزة الصوت الذكية.

7-خدمات الترجمة التلقائية.

هذه التكنولوجيا الأخيرة يمكن أن يكون لها تأثير عميق على القطاعين القانوني والتأمين.

يمكن لخدمات الترجمة الآلية تسريع العمليات وتطوير الأعمال في الأسواق الاجنبية بشكل كبير مما قد يؤدي إلى زيادة الكفاءة للعملاء.

الذكاء الاصطناعي والتأمين:

تأثير الذكاء الاصطناعي على منتجات التأمين:

قد يكون المنتج المعتمد في عملية تشغيله على الذكاء الاصطناعي معيباً بطرق عديدة حتى لو كان اختبار المنتج دقيقًا، فقد يواجه الجهاز ذاتي النظام موقفًا لم يتم حسابه أثناء الاختبار ولذلك لن يستطيع معالجه الموقف وقد يتسبب ذلك في حدوث توقف أو تعطل.

المسؤولية المدنية تجاه الغير عن حوادث السيارات

سيصبح تعيين المسؤولية وتغطيتها أكثر صعوبة في المستقبل بسبب احتمال تحول المسؤولية من السائقين البشريين إلى المركبات الآلية وبالتالي إلى الشركات المصنعة.

وفي قانون المسؤولية المدنية، تستند وثائق التأمين على السيارات الحالية إلى مبدأ أن مستخدم المركبة مسؤول عن الخسائر الناجمة عن كل من أخطاء القيادة الفردية وعيوب السيارة بسبب نقص الصيانة.

مسئولية الإهمال في مجال الطب

الإهمال قد ينشأ بطرق عديدة، حيث يتم استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تشخيص الحالات ويتم تطبيقها في عدة مجالات مثل التصوير الإشعاعي

إذا أدى العطل إلى التشخيص الخاطئ فقد يصل هذا إلى درجة الإهمال حتى لو تم استخدام الذكاء الاصطناعي كوسيلة مساعدة في التشخيص فقط، فإذا كان هذا التشخيص قد أوصي بإجراء تحقيقات أو إجراءات لم تكن ضرورية أو تسببت بضرر للمريض، فهنا تنشأ المسؤولية.

السيبرانية Cyber

أصبحت روبوتات الدردشة تقترب أكثر فأكثر من اجتياز اختبار تورينج (Turing test)، الذي افترضه ألان تورينج (Alan Turing) لأول مرة في عام 1950.

لاجتياز الاختبار يجب أن يتخذ الكمبيوتر سلوكًا ذكيًا يجعل من الصعب على المقيِّم البشري التنبؤ بشكل موثوق بما إذا كانت محتويات المحادثة يتم إنتاجها بواسطة شخص أو جهاز.

هناك العديد من الادعاءات بحدوث ذلك، مثل ميزة العرض التوضيحي لمساعد جوجل الذكي (Google AI) المتمثلة في القدرة على الرد على المكالمات الهاتفية من أجلك

سواء تم اجتياز اختبار Turing أم لا، فهو ليس بالضرورة علامة فارقة يجب على شركات التأمين انتظارها فإذا كان بإمكان الروبوت أن يمتلك بعض الخصائص التي تشبه الإنسان، فإن احتمالية الوقوع في الخطأ موجودة.

إذا تم استخدام نظام الذكاء الاصطناعي لإرسال رسائل البريد الإلكتروني / المكالمات / الرسائل وللرد على المتصل، فإن هذا قد يغير الطريقة التي يتم بها تنفيذ عمليات الاحتيال.

هذه المشكلة لها العديد من العوامل التي يمكن أن تخلق توسعًا كبيرًا في عدد عمليات الاحتيال الناجحة.

هذا يمكن أن يؤدي إلى الاتي:

1.     التطور يمكن أن يزداد بطريقة سريعة فبدلاً من إرسال نموذج البريد الإلكتروني العام يمكن لروبوتات الذكاء الاصطناعي تخصيص رسائلهم

وقد يكون هذا التخصيص أشمل إذا تمكنت أنظمة الذكاء الاصطناعي من الوصول إلى أي معلومات شخصية.

2.     من خلال ذاتية التعلم يمكن لبوت الذكاء الاصطناعي معرفة أنواع رسائل البريد الإلكتروني أو الهجمات التي تعمل بشكل أفضل. قد لا تكون رسائل البريد الإلكتروني هذه "أشبه بالإنسان"، ولكنها قد تكون ببساطة قادرة على استهداف المستخدمين الأكثر عرضة للتأثر بهذا النوع من الهجوم.

3.     من المحتمل أن يكون نظام الذكاء الاصطناعي مضمنًا في مواقع ويب مزيفة، مع تكرار المواقع المعروفة وقد يكون هذا موقعًا لوسائل التواصل الاجتماعي أو الخدمات المصرفية.

4.     يمكن إعداد محتوي احتيالي وإرساله بأعداد كبيرة.

5.     قد لا يكون الذكاء الاصطناعي هو تصميم تابع للمحتالين ولكن يمكن الحصول عليها من خلال قرصنه الجهاز.

6.     في حين أن الذكاء الاصطناعي الذي تم نشره في الأمن السيبراني قد يزيد من قدرة المدافعين على تحديد ومنع الهجمات، فإنه قد يبرز أيضًا بعض أوجه القصور في الدفاع عن الأمن السيبراني على النظام المستهدف.

خيانة الأمانة:

يمكن أن يتفاقم النشاط الاحتيالي من جانب الموظفين من خلال أي من الطرق المذكورة في الجزء السيبراني لذا يجب على شركات تأمين خيانة الأمانة مراعاة أن الاحتيال قد يأتي بشكل متزايد من الموظفين الذين لديهم إمكانية الوصول إلى أنظمة تكنولوجيا المعلومات بدلاً من الموظفين العاملين بالقسم المالي.

تأثير الذكاء الاصطناعي على العمليات:

يمد الذكاء الاصطناعي قطاع التأمين بكلا من المخاطر والفرص فبالفعل من حيث المنظور التشغيلي، تستغل شركات التأمين إمكانيات الذكاء الاصطناعي المتاحة لتقديم منتجاتها بطريقة أكثر فعالية.

وفيما يلي أكثر تطبيقات الذكاء الاصطناعي شيوعًا:

روبوتات الدردشة (Chat bots) وخدمة العملاء المعتمدة على الذكاء الاصطناعي:

حيث تتمكن هذه التطبيقات من توصية منتجات مخصصة لتلبية احتياجات العملاء، والتعامل مع الشكاوى، وأيضا تحسين الاتصالات مع العملاء بناءً على تحليل العواطف والمشاعر ومعالجة المعاملات البسيطة المتنوعة

الكشف عن الغش

في وقتنا الحالي، تتم هذه العملية بواسطة العامل البشرى إلى حد كبير في مجال الخدمات المالية بما في ذلك قطاع التأمين، مع الاخذ في الاعتباران كلما توافرت التكنولوجيا الحسابية بدرجة أكبر إلى جانب التقدم في تطوير الذكاء الاصطناعي يؤدى إلى امكانية اكتشاف الاحتيال آلياً بشكل أفضل من خلال تعلم التعزيز العميق لاستكشاف البيانات سواء المنظمة أو غير المنظمة، من أجل التعرف على أنماط جديدة محتملة من الغش.

ففي المملكة المتحدة، قام المكتب المسئول عن كشف الاحتيالات الخطيرة باستخدام روبوتًا تجريبيًا لمعالجة نصف مليون مستند يوميًا للبحث عن محتوى قانوني تفصيلي احترافي بسرعة تفوق 2000 ضعف سرعة المحامي البشري

يمكن تطبيق هذه العملية في مجال التأمين، عن طريق زيادة آلية العمليات مع مضاعفة البيانات الخارجية المستخرجة من السجلات التاريخية وتعزيز أجهزة الاستشعار والصور لتقدير تكاليف التعديلات وإسقاط الديون بشكل أفضل.

الاكتتاب:

يمكن تحسين عملية الاكتتاب وتسريعها عبر الذكاء الاصطناعي وخاصةً عند وجود كم كبير من البيانات في العملية، حيث يمكن للنماذج التي تستخدم الذكاء الاصطناعي حساب القسط المناسب للعميل بالاعتماد على تقييم المخاطر السابقة ويمكن اعداد عروض أسعار لمنتج معين وفقًا لملف المخاطر الخاص بالعميل.

المطالبات:

يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي في تقليل عدد المطالبات التي تتطلب تحليلًا وتدخلاً بشريًا من خلال اليه التعرف على الصور، والبحث في قواعد البيانات الكبيرة عن المطالبات المتطابقة لمنع الاحتيال، والتحقق من صحة المطالبات والتفاعل مع العملاء لتقديم تحديثات على المطالبات الحالية.

النمذجة والتسعير:

في ضوء مزج الذكاء الاصطناعي مع التقنيات الأخرى سيكون بإمكان شركات التأمين ومقدمي النماذج الوصول إلى البيانات التي يمكن أن تغذي النماذج التي يمكن أن تعالجها وتتكيف عليها بسرعة أكبر بكثير على سبيل المثال يمكن التنبؤ بأسعار الفائدة على أساس البنوك المركزية أو المساعدة في توقع البيانات المفقودة.

تطوير الاعمال:

يمكن أن تحسن أنظمة الذكاء الاصطناعي معدلات البيع المتبادل وتحويل المنتجات، ويمكن أن تقترح منتجًا مخصصًا وأن تساعد في تحديد عملاء جدد.

تكنولوجيا التأمين:

يدخل التأمين في حقبة من التقدم التكنولوجي الاستثنائي والعديد من الشركات التأمين التكنولوجي تستفيد من الذكاء الاصطناعي لتقديم مزيد من الاضطراب وخلق سوق أكبر للابتكار والخدمات الجديدة.

كما يجري ابتكار تأمين تكنولوجي على المستوى عالمي لكن العديد من الشركات ترى الأشياء على المستوى المحلي.

رأي الاتحاد

مواكبة للتطورات التكنولوجية التي طغت خلال الفترة الأخيرة، فقد استفاد سوق التأمين المصري من التقدم التكنولوجي سواء للتعريف بالشركات أو لعرض وبيع المنتجات التأمينية من خلال شبكة الإنترنت والتوجيه نحو العملاء المرتقبين استغلالاً لمزايا الذكاء الاصطناعي في تحديد الفئات المستهدفة.

وقد واكب ذلك قيام الهيئة العامة للرقابة المالية بإصدار القرار رقم 122 لسنة 2015 بشأن تنظيم إصدار وتوزيع شركات التأمين لبعض وثائق التأمين النمطية إلكترونياً من خلال شبكات نظم المعلومات وفقاً لأخر تعديل بموجب قرار المجلس رقم (79) لسنة 2017، حيث جاء بالمادة الثانية من القرار ما يلي:

"يقتصر إصدار وتوزيع وثائق التأمين إلكترونياً على منتجات التأمين النمطية التالية:

1.     وثائق التأمين الإجباري عن المسئولية المدنية الناشئة عن حوادث مركبات النقل السريع.

2.     بوثائق تأمين السفر.

3.     وثائق التأمين المؤقت على الحياة التي لا تتطلب كشف طبي.

4.     وثائق التأمين متناهي الصغر.

كما يقوم الاتحاد في الفترة الحالية بتنفيذ حملة توعوية تنشيطية مستخدماً وسائل التواصل الاجتماعي باسم "توقف عن الكتابة وانقذ حياة"، وذلك بعد دراسة مدى تأثير هذه الوسائل واستخدامها لأحدث وسائل الذكاء الاصطناعي مما يمكنها من الوصول إلى الفئات المستهدفة طبقاً لطبيعة الشيء المطلوب الإعلان عنه.

Source: AIReport_2019_FINAL_PDF