الاتجاهات الحديثة في الهندسة الطبية وتأثيرها على التأمين

الهندسة هي نظام وفن ومهنة تطبق النظريات العلمية لتصميم وتطوير وتحليل الحلول التقنية، وفي العصر الحالي تعدّ الهندسة بشكلٍ عام مكونه من فروع أساسية رئيسية وهي الهندسة الكهربائية والهندسة الميكانيكية والهندسة الكيميائية والهندسة المدنية والهندسة الإلكترونية. توجد هنالك أيضًا العديد من التخصصات ذات المجالات المتداخلة أو المشتقة من التخصصات الرئيسية

نجد ان الطب والهندسة يتداخلان ليشكلا مجال دراسة جديد مثل :

-          الهندسة الطبية  

-         هندسة الطب الشرعي 

-         الهندسة الوراثية

وسوف نتناول بالحديث هذه الانواع الثلاثة من حيث التعريف والتطبيقات العملية واهميتهم فى مجال التأمين.

الهندسة الطبية. هذا المجال الجديد يستخدم الأسس الهندسية في بناء آلات ومعدات لشفاء المرضى. في كل مستشفى أو مختبر يوجد العديد من الأجهزة الطبية مثل جهاز الرنين المغناطيسي وجهاز الذي يصدر أشعة سينية وهو ما يعرف الهندسة الطبية الحيوية والتي ساعدت على تحسين الفحص الطبي الأمر الذي أدى إلى خفض نسبة الوفيات. أيضا الأدوات الطبية الحديثة ساعدت على زيادة قدرة الأطباء على الفحص الطبي

مفهوم الهندسة الطبية هي مجال من مجالات دراسة هندسة الطبّ الحيويّ والمفاهيم التكنولوجيّة، التي تهدف إلى تطوير المعدّات والأجهزة اللازمة لتقديم الرعاية الصحيّة، حيث تدمج العلوم الفيزيائيّة، والكيميائيّة، والحاسوبيّة، والرياضيّات، ومبادئ الهندسة، وذلك لدراسة علم الأحياء، والطب، والسلوك، والصحة، وزرع الأعضاء، التي تهدف إلى الوقاية من الأمراض وتشخيصها وعلاجها، وذلك لإعادة تأهيل المريض وتحسين صحته، كما أنّ تخصّص الهندسة الطبيّة يأتي في مقدمة الثورة الطبيّة، ويتمّ تحقيق تقدّمها من خلال أنشطة متعدّدة التخصصات تدمج العلوم الأخرى بها مع المبادئ الهندسيّة.

تقنيات الهندسة الطبيّة

لقد طوّر المهندسون الطبيّون العديد من التقنيات التي تساعد على تسهيل كافّة مجالات الحياة، وتساهم في إنقاذ الحياة وحفظها، ومنها الأطراف الاصطناعية، مثل: البدائل الاصطناعية لأطراف الإنسان، وأطقم الأسنان. الأجهزة والأنظمة الجراحية، مثل: اللّيزر، والجراحة بواسطة الروبوت. نظم مراقبة العلامات الحيوية وكيمياء الدم. الأجهزة المزروعة في الجسم، مثل: مضخات الإنسولين، وأجهزة تنظيم ضربات القلب، والأعضاء الاصطناعيّة. التصوير، مثل: الموجات فوق الصوتيّة، والأشعة السينيّة، والرنين المغناطيسيّ. المعدّات والأجهزة العلاجيّة، مثل: أجهزة غسيل الكلى، والتحفيز الكهربائي للعصب عبر العلاج الإشعاعيّ باستخدام الأشعة السينيّة. أجهزة العلاج الطبيعيّ.

هندسة الطب الشرعي   forensic engineering          

تغطي الاتجاهات الحديثة في هندسة الطب الشرعي التقنيات الجديدة وأدوات التحقيق الجديدة التي أصبحت متاحة لعلماء الطب الشرعي الذين يحققون في أسباب الخسائر الكبيرة. نحن نستكشف الاتجاهات الجديدة التي تؤثر على نتائج تحقيقاتنا، مثل القواعد الجديدة للأدلة، والحلول وغيرها من العوامل.

هندسة الطب الشرعي هو تطبيق مبادئ الهندسة على التحقيق في الفشل ومشاكل الأداء الأخرى. في بعض الحالات، ستقدم الهندسة الجنائية أدلة تستخدم في محكمة قانونية للمساعدة في الفصل في النزاعات التي تنطوي على أسئلة هندسية.

هندسة الطب الشرعي

هي "التحقيق في حالات الفشل - بدءا من الخدمة إلى الكارثة - والتي قد تؤدي إلى قضية قانونية، بما في ذلك المدني والجنائي على حد سواء". ومن ثم يشمل التحقيق في المواد أو المنتجات أو الهياكل أو المكونات التي تفشل أو لا تعمل أو تعمل على النحو المنشود، مما يتسبب في الإصابة الشخصية أو الإضرار بالممتلكات أو الخسارة الاقتصادية. عواقب الفشل قد يؤدي إلى اتخاذ إجراءات بموجب القانون الجنائي أو المدني.

من الأمور الحيوية في مجال هندسة الطب الشرعي هي عملية فحص وجمع البيانات المتعلقة بالمواد أو المنتجات أو الهياكل أو المكونات التي فشلت. وهذا يشمل عمليات التفتيش وجمع الأدلة والقياسات وتطوير النماذج والحصول على منتجات نموذجية وإجراء التجارب. يتم إجراء الاختبار والقياسات في كثير من الأحيان في مختبر اختبار مستقل أو مختبر آخر غير متحيز السمعة.

عند إجراء تحقيقات هندسية في الطب الشرعي، نبدأ بنهاية الأمر، بداية بتحديد المشكلات الحقيقية التي ينطوي عليها الأمر ويتم جمع المعلومات من خلال عمليات التفتيش، والدراسات الاستقصائية، ومن خلال مقابلة الشهود، لضمان حصولنا على بيانات كافية للتحليل عند بدء التحقيق. نحن نؤمن الأدلة ذات الصلة ونحافظ عليها إلى أن يصبح من الممكن إجراء اختبارات وتحليلات إضافية. بالاعتماد على سنوات خبرتنا العديدة نقوم بتحديد المعلومات المفقودة والمتابعة من البداية لضمان عدم فقدها بشكل دائم. إن معرفة خبرائنا بأحدث المعايير الهندسية والعلمية تسمح لهم بإجراء فحص شامل للأدلة المتاحة وإجراء اختبارات هندسية توفر النتائج المستخدمة لإجراء التحليل وصياغة الآراء التي تدعمها الحقائق.

اهمية هندسية الطب الشرعي لشركات التأمين

واهمية التحقيقات الهندسية في مجال الطب الشرعي لمساعدة شركات التأمين وشركات إعادة التأمين بطرق مختلفة، بما في ذلك:

·        تحيد مسئولية شركة التامين من خلال دراسة التغطية

·        تحديد مدى توافق اشتراطات الوثيقة

·        تحديد الاستثناءات

·        تحديد مسئولية الطرف الثالث

·        دعم شروط حق الاسترداد والحلول

وبالتالي فان هندسية الطب الشرعي تساعد شركات التأمين، وشركات إعادة التأمين، وخبراء تقدير الخسائر، والمحامين حول العالم في تحديد السبب الرئيسي للحوادث والإخفاقات. يتم التعرف على المتخصصين الخبراء من قبل المحاكم في العديد من الولايات القضائية، وقد تم الاعتماد عليها فى قضايا هندسية صعبة ومعقدة بطرق تساعد المحكمة في تقرير النزاعات.

كما وجد علم الهندسة الوراثية والمعلوماتية الحيوية  Genetic engineering والذى يعتمد بشكل أساسي على تقنيات تنقيب البيانات، حتى أن بعض طرق التنقيب تم تطويرها خصيصاً لأغراض بحوث المعلوماتية الحيوية بطريقة جعلت من علم التنقيب والمعلوماتية الحيوية مسارين من مسارات العلوم المتكاملة ويطور كل منهما الآخر بشكل تبادلي. كما تُعتبر بيئة المعلوماتية الحيوية خصبة لتقنيات التنقيب نظراً لما تحتويه من كم هائل من البيانات التي تكاد تكون لانهائية والمتمثلة في سلاسل الأحماض الأمينية والسلاسل الجينية التي تُعد بالمليارات، وقد شكلت أدوات التنقيب وسيلة فعّالة لدراسة وتحليل السلاسل بهدف استكشاف الأنماط وفك شفرات الهندسة الوراثية للإنسان، الأمر الذي ساهم في فهم طبيعة الأمراض واكتشاف عقاقير جديدة وفعّالة لعدد كبير منها وتطوير العقاقير الموجودة ورفع كفاءتها وفاعليتها. وبشكل عام تُساهم تقنيات تنقيب البيانات في رفع كفاءة البحوث والدراسات الحيوية بكل أشكالها وتعزز من قدرة الباحثين على التحليل المتقدم والمعمق للمعلومات الحيوية بطرق جديدة وغير مسبوقة.

أهمية الهندسة الوراثية

o        تهتم الهندسة الوراثية بمختلف الكائنات الحية من نباتات وأحياء دقيقة وحيوانات وإنسان بالطبع، ويتم فيها العمل على دراسة DNA، وفصل الكروموسومات كل على حدة وإدخاله على اجسام الكائنات الحية لمعرفة الصفة المسؤول عنها هذا الجين، ومن ثم التحكم بها والسيطرة عليها.

o        تم استخدام تقنية التعديل والهندسة الوراثية قبل سنوات عديدة فقد كانت البكتيريا أول الكائنات التي بدأ العمل عليها عام 1973، ومن بعدها تم العمل على الفئران عام 1974 وأخيراً بدأ الإنسان بجني ثمار تعبه حين تم إنتاج الأنسولين وبيعه عام 1982 ميلادية وتطويره لاحقا في العام 1994 ميلادية.

o        تسمى الهندسة الوراثية بالتعديل الوراثي، وهو تلاعب غير مباشر يقوم به الإنسان من أجل تغيير الصفات الشكلية التي سيبدو عليها.

o        تمكننا الجينات من زيادة كمية المواد الناتجة في جسم الإنسان، وتزويده بالناقص منها من أجل تجنب إصابته بالأمراض.

o        وصل التطوير الأخير والمهم في عالم الهندسة الوراثية إلى عزل المادة الوراثية ونسخ المادة التي تتعلق بالصفة التي نريد تعديلها، ومن ثم توليد بناء يحتوي على العناصر الجينية من أجل الحصول على تغيير وراثي صحيح البناء، ومن ثم زرعه في جسم العائل (الإنسان).

o        تدخل هندسة الجينات الوراثية في العديد من المجالات، كالطب والكيمياء والبيولوجيا والكيمياء الحيوية والعلوم الفيزيائية للجسم، كما أنها مثلت تطورا منقطع النظير في علم الأدوية إذ تم تصنيع أدوية مهمة كالأنسولين، والمبيدات الحشرية التي تحمي النباتات والمزروعات من هجوم الحشرات.

o        أصبح هدف الإنسان في تطويره للهندسة الوراثية وعلم الجينات، جعل الحياة أكثر سهولة على بني البشر وتخفيض التكاليف وزيادة جودة وكفاءة المادة المصنعة، كما في البروتين الدوائي الذي تم تصنيعه وبيعه عام 2009 وهو معدل جينيا.

o        خرجت التجارب من النطاق النظري إلى الساحة العملية عام 1986، إذ قامت الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا بهندسة التبغ وجعله مادة مقاومة لمبيدات الأعشاب، وكذلك قامت الصين الشعبية بتسوق نباتات معدلة جينيا بحيث تصبح مقاومة للفيروسات، وأيضا قام الإتحاد الأوروبي بتعديل الطماطم جينيا وبيعه ولاقى نجاحا كبيرا.

في المجال الطبي

اكتشاف العديد من الأمراض الوراثية، وأسبابها، وطرق علاجها، مثل: مرض الكريات المنجلية، إنتاج العديد من الهرمونات الطبية كهرمون النمو، والإنسولين، بالإضافة إلى صنع، وتعديل التطعيمات من أجل التقليل من آثارها الجانبية على جسم الإنسان.

تطبيقات الهندسة الوراثية

  • التطبيقات الطبيّة

دخلت تطبيقات الهندسة الوراثيّة على المجالات الطبيّة، إذ استُخدمت تطبيقاتها في عدّة أقسام تشمل فهم أسباب الأمراض وبناءً على ذلك تمّ تطوير الأدوية، والعلاجات الجديدة، وأساليب البحث والتشخيص، بالإضافة إلى تطوير الأجهزة السريريّة، كما يبحث علماء الهندسة الوراثيّة في مواقع الجينات على الكروموسوم، ممّا يخلق فرصاً كبيرة في الفهم المستمر للأمراض المتعلّقة بالجينات، والموروثات الجينيّة بين أفراد العائلة، بالإضافة إلى العلاجات الفردية

  • التطبيقات الصّناعيّة

 دخلت تطبيقات الهندسة الوراثيّة المجال الصّناعي أيضاً، فقد تمّ إنتاج العديد من السّلع الكيميائيّة التي كانت تعتمد بالأساس على الكائنات الحيّة ليتم إنتاجها، كالإنزيمات مثلاً، والمواد الكيميائية المتخصصة باستخدام تطبيقات التكنولوجيا الحيوية، وتُعدّ هذه العمليّة مهمّة كونها تعمل على رفع كفاءة العمليّات الصناعيّة، والحدّ من الآثار البيئيّة السلبيّة لها، ويُذكر أنّ التقنيّة الحيويّة عملت على استخدام الذرة كبديل للنفط، وتخمير السكّر لإنتاج الأحماض التي يمكن استخدامها لاحقاً في عمليّات صناعيّة أخرى، بالإضافة إلى استخدامها في صناعة النسيج لإنتاج قطن بطريقة حيويّة بحيث يتمتّع بمواصفات أعلى من القطن الصّناعيّ.

  • التطبيقات الحيوانيّة

تم استخدام تطبيقات الهندسة الوراثيّة في مجال التعديل الجينيّ للحيوانات، وكان الهدف من هذا الاستخدام هو إنتاج حيوانات معدّلة وراثيّاً، بحيث تلبي الاحتياجات البشرية بمختلف المنتجات والأشكال، إذ إنّ هذه التطبيقات تسمح للمزارعين بإنتاج السلالات المرغوبة من الماشية بأقل وقت ممكن وأقلّ تكلفة، ممّا يسمح بالحصول على منتجات غذائيّة أكثر تهدف لتحسين الصحة العامة للإنسان، ويقوم مبدأ عمل هذه التطبيقات على إدخال الجينات المرغوب على الجينوم الخاص بالماشية، ممّا ينتج عنه كمية أكبر من المواد الغذائية، بالإضافة إلى زيادة القيمة الغذائية لها، وإمكانية زيادة نسبة مكوّن معيّن من مكونات القيمة الغذائية لهذه المواد لتلبية طلب السوق، مثل زيادة نسبة أحماض الأوميغا3 في الأسماك، وتقليل نسب إصابة الأشخاص الذين يتناولون هذه الأسماك بأمراض القلب والشرايين.

تأثير ذلك على شركات التأمين على الحياة

بالنسبة للأشخاص الذين لديهم أمراض وراثية أو متوقع أن يصابوا بأمراض وراثية في المستقبل عليهم بالاضافة إلى العبء النفسي والصحي مواجهة احتمالات تضاؤل فرص التأمين عليهم أو فقد التأمين بمجرد التعرض لهذه الاختبارات‏.‏ وقد أوصت لجنة النواحي الاخلاقية والقانونية والاجتماعية الخاصة بمشروع الجينوم البشري بمنع شركات التأمين من عمل الاختبارات الوراثية للأفراد بغرض منع أو تجديد أو تقليل المظلة التأمينية أو استمراريتها أو المفاضلة في التأمين على أساس الاختبارات الوراثية.

دور الاتحاد المصري للتأمين

يجب على اللجان الفنية المختصة بالاتحاد ان تواكب التقدم العلمي وخاصة في مجال التكنولوجيا الحيوية والهندسة الطبية ودراسة ضوابط الاكتتاب الفني السليم – وتحديد ضوابط لتسوية التعويضات في ضوء ذلك.

تـنويه عام

رأي الاتحاد الوارد في هذه النشرة هو مجرد رأي فني غير ملزم لأي جهة أو أي شخص، والغرض منه هو ترسيخ مفاهيم العمل التأميني الصحيح ونشر الوعي والثقافة التأمينية، ولا يجوز نشره أو توزيعه دون موافقة كتابية من الاتحاد المصري للتأمين، ولا تعد أياً من البيانات والتحليلات أو المعلومات الواردة بهذه النشرة توصية ملزمة، وقد استند الاتحاد في هذا الرأي إلي معلومات وبيانات تم الحصول عليها من مصادر نعتقد بصحتها وامانتها، وفي اعتقادنا أن هذه المعلومات والبيانات تعتبر صحيحة وعادلة وقت اعدادها، ونؤكد على أن هذه البيانات والمعلومات لا يعتد بها كأساس لأي قرار يمكن اتخاذه، والاتحاد غير مسئول عن أي تبعات قانونية أو استثمارية تنتج عن استخدام المعلومات الواردة في هذه النشرة