الكوارث في عام 2018: نظرة عالمية

سويس رى

155 مليار دولار خسائر الكوارث فى العالم خلال 2018

وفقا لبيان نشر مؤخرا  ( ديسمبر 2018  )  لشركة "سويس ري" فأن الكوارث التي وقعت خلال عام 2018 في أنحاء العالم تسببت في خسائر بلغت نحو 155 مليار دولار( 146 مليار دولار من الكوارث الطبيعية و 9 مليار للكوارث من صنع الانسان ) ، في انخفاض كبير جدا ، حيث بلغت الخسائر الخسائر الاقتصادية عام  2017 الى 337 مليار دولار (307 مليارات يورو) ، مشيرة إلى أن فواتير شركات التأمين التى انخفضت أيضا بمقدار النصف تقريبا.

وأضاف البيان أن الأمريكتين تكبدتا خسائر بالغة العام الماضي 2017 بعدما تعرضت لعدة أعاصير في منطقة الكاريبي والمناطق الشمالية للولايات المتحدة ووقوع زلازل في المكسيك وعدة حرائق في غابات كاليفورنيا ، حيث تخطت خسائر إعصار إيرما في منطقة الكاريبي الـ 10 مليارات دولار، أما الإعصار "ماريا" دمر جميع شبكات الكهرباء فى بورتوريكو وغرق 3.5 مليون شخص في الظلام. و لقد شهد العام مصرع وفقدان أكثر من 11 ألف شخص ، جراء الكوارث.

وأوضح البيان أنه رغم ذلك فإن عام 2018 يعد رابع  عام  من حيث التكلفة ، وذلك وفقا لبيانات "سويس ري" التي تصدر التقديرات منذ 50 عاما ، مؤكدا أن التأمين قام بتغطية نحو 8 مليارات دولار من الكوارث التي تسبب فيها البشر مثل الحوادث الصناعية.

لم يتعرض عام  2018  لكوارث كبيرة كما حدث فى 2017 مثل (هارفي، وإيرما وماريا) الا ان  عام 2018 تعرض لعدد من الكوارث الطبيعية الصغيرة و المتوسطة  مع بعض الحوادث الكبيرة من صنع الانسان.

بلغت الخسائر المؤمن عليها 79 مليار دولار عام 2018 مقابل 150  مليار دولار من الكوارث الطبيعية والكوارث من صنع الإنسان في جميع أنحاء العالم في عام 2017.

71 مليار دولار الخسائر المؤمن عليها من الكوارث الطبيعية و 8 مليار دولار للكوارث من صنع الإنسان.

يذكر أنه خلال العام الجاري 2018 ضربت أقوى الأعاصير دول العالم من أمريكا إلى إيطاليا ومن الفلبين إلى إندونيسيا وخلفت أثناء مرورها بهذه الدول آثارا لدمار واسع.

كما إن سلسلة الكوارث الطبيعية التى تعرضت لها الولايات المتحدة في الربع السنوي الرابع، تسببت في تكاليف تأمينية تتراوح بين 750 و800 مليون دولار.

 حيث تعرضت الولايات المتحدة لسلسة من الكوارث الطبيعية خلال الأشهر الأخيرة من بينها الإعصار "مايكل" في أكتوبر وحرائق غابات ولاية كاليفورنيا.

وأن الخسائر من الإعصار "مايكل" ربما تتراوح بين 300 و500 مليون دولار، بينما ستكبد حرائق غابات "كاليفورنيا" شركات التأمين خسائر ما بين 150  و175 مليون دولار.

و قد كشفت تقديرات الخسائر والكوارث الطبيعية في أمريكا، بأن حرائق الغابات ستكلف الشركات نحو 225 مليون دولار قبل الضرائب، بينما يمكن أن تصل الخسائر جراء الإعصار "مايكل" إلى ما بين 150  و250 مليون دولار.

الكوارث في عام 2017

الجدير بالذكر أن عام 2017 شهد عدد 183 كارثة طبيعية و  118 كارثة من صنع الإنسان  ليصل مجموع الحوادث الى 426 حدث مقابل 329 في عام 2016 (  192 كارثة طبيعية  ، و 137 كارثة من صنع الإنسان).

وكانت القارة الأمريكية هي الأكثر تضرراً من الكوارث الطبيعية جراء الأعاصير الثلاثة (هارفي، وإيرما وماريا)، التي ضربت منطقة البحر الكاريبي والزلازل التي ضربت المكسيك والحرائق التي شهدتها كاليفورنيا.

الكوارث  على مستوى العالم

1970 – 2017

بلغت الخسائر المؤمن عليها 144 مليار دولار من الكوارث الطبيعية والكوارث من صنع الإنسان في جميع أنحاء العالم في عام 2017  وهي أعلى نسبة تم تسجيلها على الإطلاق في عام واحد.

و لقد كان السبب الرئيسي للخسائر ثلاثة أعاصير رئيسية - هارفي ، إيرما وماريا (HIM) .

و بلغت الخسائر المؤمنة المرتبطة بالكوارث الطبيعية 0.18 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي في عام 2017 و 8 ٪ من الأقساط العالمية المكتتبة للتأمينات العامة، و بلغت الخسائر المؤمنة من الكوارث الطبيعية والكوارث التي من صنع الإنسان 0.19 ٪ من الناتج المحلي الإجمالي و 8.7 ٪ من الأقساط العالمية المكتتبة للتأمينات العامة.

الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الكوارث الطبيعية أو الكوارث من صنع الإنسان

بلغت الخسائر الاقتصادية الناجمة عن جميع الكوارث - سواء الكوارث الطبيعية أو الكوارث من صنع الإنسان - 337 مليار دولار أمريكي في العام الماضي و الخسائر الاقتصادية المرتبطة بالكوارث الطبيعية والتي تشكلت من معظم هذه الخسائر حوالي 330 مليار دولار أمريكي في عام 2017 .

هذا وتأتي هذه الخسائر في الغالب من الأعاصير والعواصف الشديدة وحرائق الغابات والفيضانات وغيرها من الأحداث المناخية في أمريكا الشمالية ومنطقة البحر الكاريبي وأوروبا  و تشير التقديرات إلى أن الكوارث التي من صنع الإنسان قد تسببت في الخسائر الاقتصادية المتبقية والبالغة 7 مليارات دولار ، والتي انخفضت من 10 مليار دولار أمريكي في عام 2016.

الفجوة في الحماية التأمينية  قضية خطيرة

فجوة الحماية التأمينية على مستوى العالم  من الكوارث تبلغ 193 مليار دولار

لقد ضربت الاعاصير هارفي ، إيرما وماريا Harvey, Irma and Maria (HIM)   مواقع متعددة في تتابع سريع  مما أثر على العديد من خطوط الأعمال و المشروعات و أدت العواصف إلى خسائر اقتصادية بلغت 217 مليار دولار أمريكي ، و بلغت الخسائر المؤمنة 92 مليار دولار.  

و مما يزيد من حدة الخسائر الأمطار الغزيرة التي يمكن أن تصاحب الأعاصير، و يعتبر هارفي مثالاً على ذلك ، حيث تؤدي الأمطار الغزيرة إلى فيضانات واسعة النطاق ومدمرة كما حدث في هيوستن.

و بالرغم من أن التأمين قد ساهم مساهمة كبيرة في  مواجهة الخسائر ، الا ان الأرقام تبين أن نسبة كبيرة من الخسائر الكلية لم تكن مؤمنة  و بالطبع تكلفة هذه الخسائر يجب أن تتحملها في النهاية الحكومة والشركات والأفراد.

و تعانى الولايات المتحدة  من   درجة كبيرة من نقص الحماية التأمينية  فى مواجهة الكوارث  مما يعني أن العديد من الشركات هناك لم يكن لديها غطاء مالي لمساعدتهم على التعافي من الأعاصير.

وقد غطى إجمالي الخسائر المؤمن عليها  حوالى خُمس الخسائر الاقتصادية الناجمة في العام الماضي ، مما يشير إلى وجود فجوة عالمية في حماية الكوارث تبلغ نحو 193 مليار دولار ، أي أكثر بكثير من 124 مليار دولار في عام 2016.

وقد ارتفعت المطالبات المؤمنة من 56 مليار دولار أمريكي عام 2016 ، الى 58 مليار دولار أمريكي 2017 وهو فوق المعدل السنوي خلال السنوات العشر السابقة  .

وعموما ، أدت الكوارث الطبيعية على الصعيد العالمي إلى مطالبات بلغت قرابة 138 مليار دولار ، وهي نسبة أعلى بكثير من المتوسط ​​السنوي لعشر سنوات (50 مليار دولار أمريكي). وبلغت الخسائر المؤمنة من الكوارث التي يصنعها الإنسان حوالي 6 مليارات دولار أمريكي ، أي أقل من 8 مليارات دولار أمريكي في عام 2016.

فجوة الحماية التأمينية

الخسائر المؤمنة بالمليار دولار الدولار الامريكى

1970 - 2017

الخسائر المؤمنة فى مقابل الخسائر الغير المؤمنة بالمليار دولار الدولار الامريكى

1970 - 2017

الكوارث الطبيعية والكوارث من صنع الإنسان على مستوى القارة الافريقية

على مستوى أفريقيا ، تسببت الكوارث الطبيعية والكوارث من صنع الإنسان في مقتل حوالي 3000 شخص وتسببت في خسائر اقتصادية تجاوزت 2.9 مليار دولار أمريكي في عام 2017.

وبلغت الخسائر المؤمن عليها 0.8 مليار دولار ، تتعلق معظمها بمطالبات من حرائق الغابات والعواصف وغيرها من الأحداث المناخية القاسية ، ولكن أيضًا حوادث في منشآت النفط والغاز.

وأدت الرياح القوية إلى إشعال حرائق الغابات في جنوب أفريقيا ، مما أدى إلى خسائر مؤمنة قدرها 0.2 مليار دولار أمريكي ، وهي أعلى خسارة مسجلة على الإطلاق في البلاد.

وفي الوقت نفسه ، تسببت عاصفة شتوية في كيب تاون في نفس الوقت في خسائر مؤمنة من0.1 مليار دولار.

وتسببت الأمطار الغزيرة في سيراليون في حدوث فيضانات ، وتدفقت الانهيارات الأرضية والحطام الهائل إلى وادي نهر بابادور و بلغ عدد الضحايا  في الكارثة 1141شخصًا.

تقرير البنك الدولى لإدارة مخاطر الكوارث

اهمية مجمعات التأمين كصمام أمان للمخاطر الكارثية

فى تقرير حديث للبنك الدولى مارس  2018  .

أدت الكوارث الطبيعية على مدار الثلاثين عامًا الماضية، إلى فقد ما يزيد على 2.5 مليون شخص ونحو 4 تريليونات دولار، حيث تضاعفت الخسائر العالمية من 50 مليار دولار سنويًّا في الثمانينيات إلى 200 مليون دولار خلال العقد الأخير.

وجاء عام 2017 ليدق ناقوس الخطر في هذا الشأن، إذ بلغت خسائر العالم 330 مليار دولار نتيجة كوارث طبيعية مدمرة.

وذكر تقرير البنك الدولي المعنون موجات الصدمة: إدارة تأثير تغير المناخ على الفقر ، أن نحو 75% من الخسائر تُعزى إلى ظواهر جوية بالغة الشدة، وأن تغير المناخ يهدد بسقوط 100 مليون شخص آخرين في براثن الفقر المدقع بحلول عام 2030.

ويؤدي النمو السكاني والتوسع السريع في المدن إلى زيادة مخاطر الكوارث وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من ثلثي سكان العالم سيعيشون في المدن بحلول عام 2050.

وبحسب تقرير صادر عن البنك الدولي بعنوان الاستثمار في قدرة المدن على الصمود، فإنه بحلول عام 2030 وبدون ضخ استثمارات ضخمة لجعل المدن أكثر قدرة على الصمود، فقد تكلف الكوارث الطبيعية المدن في جميع أنحاء العالم 314 مليار دولار سنويا.

غير أن إدراج إدارة مخاطر الكوارث في التخطيط التنموي من شأنه أن يعكس مسار الاتجاه الحالي لارتفاع تأثير الكوارث. وفي حال عمل البلدان بشكل حازم، يمكنها إنقاذ الأرواح والأصول، بالاضافة الى أن هناك بلدانًا نامية عديدة تفتقر إلى الأدوات والخبرات والوسائل اللازمة للأخذ بعين الاعتبار التأثيرات المحتملة للكوارث في قراراتها الاستثمارية.

وسيتطلَّب التصدِّي لهذه التحديات استخدام كل أداة متاحة -من الدروس المهمة المستفادة من تجارب الماضي إلى تقنيات الحاضر والمستقبل الآخذة في الظهور.

و قد اشار التقرير الى اهمية مجمعات التأمين كصمام أمان للمخاطر الكارثية وأن مجمعات التأمين تمثل حصنا للاقتصاد القومى، خصوصا إذا كانت تغطى مخاطر كارثية مثل الأخطار الطبيعية أو أخطار الحروب واستثمار أقساط تلك المجمعات فى الأوعية الاستثمارية المتنوعة، مما يرفع من عوائدها التى تنعكس بصورة أخرى على الاقتصاد القومى.

في السنوات العشر الماضية ، انضم 26 بلداً في ثلاث مناطق - أفريقيا والمحيط الهادئ ومنطقة البحر الكاريبي وأمريكا الوسطى - إلى ثلاث مجمعات للمخاطر الكارثية ، ويرجع الفضل في ذلك جزئياً إلى مساهمات الجهات المانحة الذين قدموا الموارد التقنية والمالية لدعمهم.

لقد قاموا بشراء تأمين ضد مخاطر الكوارث مقابل تغطية تامينية إجمالية قدرها 870 مليون دولار وحجم اقساط قدره 56.6 مليون دولار ، مدعومة بأكثر من 30 شركة إعادة تأمين و لقد حققت المجمعات الثلاثة مبلغًا قدره 105 ملايين دولار حتى الآن.

و من أمثلة مجمعات التأمين ضد مخاطر الكوارث على مستوى العالم :

·        مجمعات التأمين الإقليمية على مخاطر الكوارث السيادية

·        مجمعة تأمين مخاطر الكوارث الكاريبية

·        مجمعة التأمين ضد أخطار الكوارث في المحيط الهادئ

·        مجمعة التأمين ضد مخاطر الكوارث الإقليمية

·        مجمعة تأمين مخاطر الكوارث في جنوب شرق البلاد

·        مجمعات التأمين الوطنية ضد مخاطر الكوارث

·        مجمعة التأمين ضد الكوارث التركي

·        مجمعة كاليفورنيا للزلازل

·        مجمعة تأمين الزلزال في تايوان

·        مجمعة تأمين مخاطر الكوارث في الجزائر

·        مجمعات التأمين الزراعية الوطنية

·        مجمعة التأمين الزراعي التركي

·        مجمعة تأمين الثروة الحيوانية القائمة على المؤشر في منغوليا

·        مجمعة تايلاند للتأمين المشترك

·        مجمعة التأمين الزراعي الاسباني (Agroseguro)

رأى الاتحاد المصري للتأمين

فى اطار ما سبق واهمية تأثير تغير المناخ المتوقع على ارتفاع خسائر الكوارث الطبيعية فى المستقبل  ، يجب ان تعمل الدول على الإستعداد لمواجهة الفجوة التأمينية فى الكوارث الطبيعية  و إدراج إدارة مخاطر الكوارث ضمن خطتها التنموية .

و فى ضوء تزايد أزمة السيول التى تتعرض لها جمهورية مصر العربية منذ سنوات، لاسيما منطقة سيناء والبحر الأحمر، وامتدادها أيضا إلى الصعيد وبعض المدن الساحلية، مثل الإسكندرية والبحيرة فى الأونة الأخيرة.

فقد تجاوزت خسائر السيول مئات الملايين، وتحملت شركات التأمين جزءًا منها عبر التغطيات التأمينية، إلا أن الجزء الأكبر لم يشمل تلك التغطيات وتحملته الدولة.

لذلك فإن الاتحاد المصرى للتأمين بوصفة مظلة شاملة لكافة شركات التأمين العاملة بالسوق المصرى يعمل على تفعيل إنشاء مجمعة الأخطار الطبيعية بشكل إجبارى لتوفير الحماية والتغطية الخاصة بالممتلكات والمشروعات التى تتعرض لهذه الأخطار.

المصادر :

·        Catastrophe Risk Insurance Pools:  Opportunities and Challenges for the Mexican States.

·        Natural catastrophes and man-made disasters in 2017: a year of record-breaking losses / No 1 /2018

تـنويه عام

رأي الاتحاد الوارد في هذه النشرة هو مجرد رأي فني غير ملزم لأي جهة أو أي شخص، والغرض منه هو ترسيخ مفاهيم العمل التأميني الصحيح ونشر الوعي والثقافة التأمينية، ولا يجوز نشره أو توزيعه دون موافقة كتابية من الاتحاد المصري للتأمين، ولا تعد أياً من البيانات والتحليلات أو المعلومات الواردة بهذه النشرة توصية ملزمة، وقد استند الاتحاد في هذا الرأي إلي معلومات وبيانات تم الحصول عليها من مصادر نعتقد بصحتها وامانتها، وفي اعتقادنا أن هذه المعلومات والبيانات تعتبر صحيحة وعادلة وقت اعدادها، ونؤكد على أن هذه البيانات والمعلومات لا يعتد بها كأساس لأي قرار يمكن اتخاذه، والاتحاد غير مسئول عن أي تبعات قانونية أو استثمارية تنتج عن استخدام المعلومات الواردة في هذه النشرة